الهوايه : مزاجي : الدوله : الجنس : عدد المساهمات : 267نقاط : 1905تاريخ الميلاد : 21/02/1994العمر : 30 الموقع : alnahal.n-stars.org
موضوع: سجناء الخميس يناير 21, 2010 7:15 am
سجناء
يتوهمون أن الحياة في الخارج توقفت عند دخولهم إليه
فكرة العقوبة بالسجن معروفة قبل الإسلام " ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننه حتى حين" ، " قال لئن اتخذت إلَها غيري لأجعلنك من المسجونين"
لم يكن السجن في عهد النبي صلى الله عليه و سلم بالمعنى المتبادر إلى الذهن من اتخاذ دار خاص ، و إنما منع المذنب و تعويقه من ممارسة حياته بحرية حتى يؤدي ما عليه ، و أول من اتخذ داراً للسجن عمر ، و يُقال معاوية .
’لن أكتفي بسرقة بسيطة سأسرق في المستقبل باستعمال السلاح’
من بين مساجين عدة يتكدسون في سجن يفتقر لأبسط شروط الإنسانية وقف ليقول هذه العبارة كبداية للفيلم الوثائقي " العمل للمنفعة العامة عقوبة بديلة للسجن " و الذي عُرِضَ في مؤتمر العدالة الجنائية الذي أقامه مركز عمان لحقوق الإنسان في بداية شهر يوليو/ تموز 2006 حيث يصور الفيلم تطبيق هذا البديل في أفريقيا . فاستلاب الحرية بحق أو بباطل ، ليس بالأمر الهين و إن لم يقابل بواقع يكون أشبه بمؤسسة تربوية، يعامل فيها المسجون كمريض تدرس أحواله، ويعالج بطرق خاصة، لتجعل منه مواطنًا صالحًا بعد الانتهاء من مدة احتجازه ، فلن يكون حينها إلا محضن لاحتراف المزيد من طرق و فنون الجريمة ، فهل السجن عقوبة أم أصلاح ؟ و كيف يتحول السجن إلى مثل هذه المؤسسة التربوية و ما المواصفات المطلوبة حينها ؟
حقوق السجين المعنوية و المادية بدءً من الحفاظ على كرامته و عدم وقوع أي شكل من أشكال التعذيب عليه ، و حقه في إكمال تعليمه ، الحفاظ على صحته الجسمية و النفسية ، تواصله مع أهله و ذويه ، حتى اخص علاقة له مع زوجته له ألا يُحرم منها ، فالثابت شرعا أن جمهور الفقهاء عدا المالكية – نصوا على أحقيته في ذلك ، عدم ابتزازه من خلال مساومته على حريته مقابل تقديم معلومات و خلافه ، الاستفادة من وقته ، بنائه ذاتياً ، تفعيل نظرته الإيجابية تجاه المجتمع و مؤسساته ، كيفية الاستفادة من قدراته و تنميته و تطويره خلال الفترة التي يقضيها في السجن ، و هذا بدوره يطرح سؤالاً حول أهمية العقوبات البديلة ، فقد كشف المؤتمر السادس للأمم المتحدة للوقاية من الجريمة ومعاملة المجرمين الذي عقد في كراكاس عام1980عن فشل السياسة العقابية في معظم دول العالم بوضعها الحالي في إصلاح المحكوم عليهم وإعادة تأهيل السجناء للحياة الاجتماعية السليمة بعد الخروج منها .
أسر السجناء و عائلاتهم و الرعب المتوقع من هؤلاء الزوار الجدد القادمين فجأة ليؤرقوا الحياة التي اعتاد عليها أبناء أولئك المساجين وعائلاتهم، ، أو التوجس من المجهول القادم مع خروج هؤلاء السجناء ، يطرح بدوره سؤالاً ، هل السجين فقط هو من بحاجة إلى إعادة تأهيل ؟