كشف حساب

كشف حساب (2)

[align=right]انتهى و سيبدأ ،
مضى و سيأتي
أدبر و سيقبل
مر و سيعود
ودعني و سيستقبلني
فارقني و سيعانقني
أبكاني و سيضحكني
مات و سيولد
ليبقى ذكرى لمستقبل يتجدد .

و ما بين عام رحل و آخر يحط برحاله تمضي الحياة و تتصرم أيامها ، لا تنتظر أحداً ، شئنا أم أبينا ،
الكثير قطعناه على أنفسنا ، و القليل وعدنا به غيرنا ...وفينا و نكثنا ...التزمنا و قصرنا ، حققنا و توهمنا ، و نجحنا وفشلنا ....

و الآن نقلب دفاترنا و نعيد النظر في أوراقنا و خططنا و نقيم أعمالنا لنستخرج نسباً مئوية لنرى أي الكفتين رجحت ،
خسارة أم مكسب ،
و لنقف و نتسائل ، هل هناك فرصة لتعويض الخسارة و تنمية المكاسب ؟

كشف حساب

مع النفس و تفقد ما لها من حقوق و ما عليها من واجبات ، ماذا أدت و كيف و أين كان تقصيرها ؟ و ماذا حققت من أهدافها ؟
مع الآخر ، كل الآخر ، عشيرتنا ، أوطاننا ، أمتنا ...، و ماله و ما عليه نحونا ؟

هل كشف الحساب هذا يمكن أن يكون تذكرة لآخر يوم أن يُفتح فلا مجال حينها للتصحيح و الاستدراك؟
كشف الحساب و بكل صراحة ، ماذا يعني لك ؟
هل وارد عندك ، أم ما خطر بالك يوماً ، أم بين بين ؟
أهوَ روتين ، أم وقفة للمراجعة و الإنطلاق من جديد ؟
ديكور ! لخداع النفس ، آه انتبهي أنا هنا ...و لا بأس من إبراء الذمة !
أم حقيقة نتقوى فنقبلها ، و نضعف فنهرب منها ؟

و لكن هناك كشف حساب متعلق برقبتك لن تفلت منه أبداً طالما انك قبلت المسير معنا من البداية ،
إلا و هو كشف حساب للحياة كلمة ،
و بكل صدق ، ماذا أضافت لك ، ماذا أخذت منك؟

هل كسبت معنا أم خسرت ؟
كم من الأفراد دعوت للمشاهدة و النفع ، و روجت ، أم أبيت إلا السكنى خلف حدود النفس ؟
و مع انطلاقة عام جديد ، ماذا عندك لبرنامجك الذي أحببت ؟

ننتظرك ، آملين أن نودع معك كل لحظة إساءة بدرت منا ، و العفو شاطئ نتمنى أن تسمح لمركبنا أن ترسو عليه ، لنبدأ سوياً رحلة جديدة في بحر كلمات لا نهاية لها ، مع عام يطل علينا بالأمل و العمل .

كل عام و انتم و المسلمين ، وكل البشر بخير و سلام و حب