الهوايه : مزاجي : الدوله : الجنس : عدد المساهمات : 267نقاط : 1905تاريخ الميلاد : 21/02/1994العمر : 30 الموقع : alnahal.n-stars.org
موضوع: الصلاة الأربعاء يناير 13, 2010 10:43 am
[نسير في دروب الحياة ، في شوارعها ، أزقتها ، أحيائها المخملية ... الكل يسير ، الغني و الفقير ، مرتدياً ثيابه ، فاللباس زينة ، و الكل حريص على أن يبدو في أجمل منظر و أبهى حلة ، حُبب للبشر ذلك ، كلّ بقدر ما أنعم الله عليه .
يعلق بثيابنا الغبار و التراب و الأدران ، نحاول تنظيفها ، ربما استبدالها بالكلية ، من الدكان ، السنتر ، المول ، قد يستلزم ذلك سفراً للخارج حيث الأزياء الأوربية الراقية . تتعدد مصادر التجديد و الشراء ، أيضاً كلًّ بحسب حاله و أحواله .
و في الحياة نتحدث ، نحب ، نكره ، نتخاصم ، نتصالح ، نغتاب ، لا نتثبت من الكلمات ، تنثال منا التهم دون حساب و يحتل سوء الظن مساحات ، يئن القلب و يعلن العقل إضراباً عن مواصلة التفكير في أجواء أصابها الكثير من التلوث و أصبحت بحاجة ملحة للتنقية و إعادة التغذية .
الكل يقع منه ذلك ، و هنا التجديد و إعادة التنظيف ليس له إلا مصدر واحد ، نهر! بباب كلٍ منا ، الغني و الفقير ، المثقف و الجاهل ، الأمي و المتعلم ، لا فرق بين أمير و سائق للحمير ، و لا بد من السباحة فيه خمس مرات كل يوم للحصول على وثيقة تمحو آثار ما علق بقلوبنا و كُتب على أوراق ستنطق بما سطرناه عليها يوماً إلا أن يشاء الله .
منا من يجيد السباحة و يستمتع بها حتى يُخيل إليه من شدة الاستغراق في حلاوتها انه فارق الأرض و من عليها إلى أجواء نورانية كأنه ما عاد معها بشراً كما كان .
و منا من يتفوق أحياناً و يكسل أحياناً أخرى عن متابعة هذا التفوق .
و منا من يراها مجرد وظيفة لا حيلة و لابد من أدائها ، فلا شعور بالراحة يحصله و لا تغيير في الحياة يلحقه .
شعار التميز بلا منازع ، من تركها ضاع في هذه الحياة ، و أصبح بلا هوية أو عنوان .
خمس في العدد ، خمسون في العائد و الفائدة ، و ما أقل المستثمرين ! .
رحمة الخالق و حنانه بخلقه ، إذ ينتشلهم خمس مرات في اليوم من زحمة الحياة و ما تصيبنا به من غفلة تكاد أن تودي بنا ، و إلا فالأبواب مشرعة ليلاً و نهاراً ، ضحىٍ و أسحارا ، لمن أراد الزيادة و الله أكثر .
خمس لقاءات مع رب الكون و خالق الأرض و السموات ، ليلقي المسلم عن عاتقه كل ما أثقله و أهمه ، فيعود خفيفاً نشطاً ، هكذا دوماً ، لا يصنع الحياة إلا المتجددون .
ما خلت منها شريعة ، و مارسها كل نبي مرسل ، والسجود لله و إلى أن تقوم الساعة هي فعل كل ملكٍ مقرب .
الصلاة ، عمود الدين ، أين أنت منها اليوم ، و أين تقع في دائرة اهتماماتك ؟ ما إحساسك و أنت تتابع كلمات الأذان و تردد من بعده الدعاء ، مجرد ألفاظ أصبحت بلا روحٍ أو معنى ؟ أم مازلت تستشعر معها نبض الدعوة للفلاح و صناعة النجاح ، و السعي لإعلاء الهمة ؟
تكبيرة الإحرام ، هل يقع في قلبك و خاطرك بحق أنه لاشيء في هذا الكون أكبر من الله ؟ أم لا يزال الهوى و الدنيا و ما فيها ؟
هل تدخل للصلاة و تخرج منها كما أنت أم اقل أم أكثر ، أم ما فكرت يوما!
في زمان طغت فيه الماديات حتى كادت تنسى المرء نفسه ، و من دون إنشاء أو تعبير أو تنميق كلمات في عظم الصلاة و ثوابها...الخ
نريد ما بداخلك أنت ، و بكل صدق دون مواربة أو خداع ،