يصادف اليوم الأربعاء 30 ديسمبر/ كانون الأول الذكرى الثالثة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد محاكمة علنية بثتها شاشات التلفزة خلال سنتين. تلك المحاكمة التي رفض فيها صدام حسين الاعتراف بالتهم التي وجهت اليه وخصوصا جريمة حلبجة التي صنفت على انها ضمن الجرائم ضد الانسانية.
حكم صدام حسين العراق لنحو 24 عاما، متبعا سياسة الاعتماد على مراكز ودوائر استخباراتية متعددة تتابع تحركات الخصوم والمنافسين وتراقب بعضها بعضا، ووظف قدرات العراق الاقتصادية باعتباره أحد أهم البلدان المنتجة للنفط لأغراض ترسيخ حكمه وتضخيم القوات العسكرية عددا وعدة بطريقة تعكس طموحات تجاوزت في ما بعد حدود العراق، وهذا ما تجلى بالحرب مع ايران بعد عام واحد من توليه زمام السلطة. هذه الحرب التي استمرت 8 سنوات وذهب ضحيتها أكثر من مليون شخص من الطرفين.
وقد استمر الغزو العراقي للكويت في اب من العام 1990 يومين وانتهى بالاستيلاء على الكويت واحتلال هذا البلد لمدة سبعة شهور، انتهت بتحرير الكويت في شباط من عام 991.
وعلى الرغم من أن العراق عانى من حصار فرضته عليه الأمم المتحدة، فإن قبضة صدام على الحكم لم تضعف حتى دخول القوات الأمريكية إلى بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان من عام 2003 .
ومما لا شك فيه ان صدام حسين لعب دورا اساسيا في تاريخ العراق الحديث بغض النظر عن الآراء المتباينة حول شخصيته وأسلوبه في الحكم.
خاضت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها حربا لإسقاط نظام صدام حسين، بذريعة عدم تمكين النظام العراقي من إنتاج أسلحة بيولوجية ونووية، على الرغم من عدم موافقة مجلس الامن الدولي على شن تلك الحرب. وكان ما كان من دمار ودماء واصبح العراق امام منعطف حرب اهلية بعد ان برزت الخلافات السياسية والعرقية والمذهبية، التي كان صدام حسين يقمعها بيد من حديد على مدى سنوات طويلة.
وقد اعدم صدام حسين بتهمة ارتكابه جرائم ضد البشرية منذ ثلاث سنوات، لكن تداعيات حرب قوات التحالف في العراق وضعت هذا البلد امام مأزق ليس على المستوى الداخلي وحسب، بل انها أنعكست على الخارطة السياسية في منطقة الشرق الاوسط عموما.
ولعل التاريخ هو الكفيل بمحاسبة المسؤولين عن هذه الحرب التي اودت بحياة اكثر من مليون عراقي معظمهم من النساء والاطفال.