الهوايه : مزاجي : الدوله : الجنس : عدد المساهمات : 128نقاط : 1486تاريخ الميلاد : 15/12/1990العمر : 33 الموقع : موقع ومنتديات عائلة النحال
موضوع: الشباب الإثنين يناير 11, 2010 4:14 pm
الشباب
[align=justify]الشباب قديماً وحديثاً في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وعند كل فكرة هم حاملو رايتها.. وتنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووُجِدَ الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل من خصائص الشباب، ولكنهم يفتقدون في مواقف كثيرة إلى الحكمة والتي تصل بهم إلى التثبيت واستمرارية العمل فلا ينقطع حين لا يُلجم الخيال بها، وعلى هذا نتدبر قول المولى سبحانه وتعالى "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى" فلقد توفر فيهم خصائص الشباب ولكن ماذا بعد؟ إذ فهم خصائص المرحلة وما سينبني عليها من عمل تتضح من خلال الزيادة "و زدناهم" بالهداية لهم إذ يأوون إلى الكهف لاستئناف مرحلة أخرى من العمل - ولبعد حين - قد لا تتضح لهم مع فورة الحماسة والاندفاع نحو العمل للفكرة بعد الإعلان عنها. الشباب قوة بلا حكمة، ولذا يخشاه الكثير من الشيوخ والكبار انتم أيها الشباب وأيتها الفتيات هل توافقون على هذه المقولة والنظرة التي بُنيت عليها؟ الكهولة حكمة بلا قوة، لذا لا يتجاوب معها الكثير من الشباب ويرغبون في تجاوزها. أيها الشباب وأيتها الفتيات هل أنتم حقاً كذلك؟ الشباب همة تتقد وحماسة تتألق تميز بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقبع في فراش الحبيب صلى الله عليه وسلم معرضاً حياته كلها فداءً لهذا الدين وهذه الدعوة. مصعب بن عمير تتغير أولوياته وتأخذ خطته في هذه الحياة منحىٍ آخر حين تخالط بشاشة الإيمان شغاف قلبه، وكلاهما كان شاباً في مقتبل عمره، والحياة أمامهم بكل ما فيها من متع ومغريات، والكثير من شباب الصحابة كانوا كذلك. الشباب كانوا عماد الوفد الذي أتى من المدينة لعقد أول بيعة في الإسلام. أول جيش أمضاه أبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام كان قائده زيد بن حارثة، خير جيش على وجه الأرض بشر به الحبيب صلى الله عليه وسلم كان قائده شاباً...محمد الفاتح، ترى كم كان عمر قتيبة بن مسلم الباهلي حين فتح الصين؟ الحديث عن إنجازات الشباب، أليس لحاضر أمتنا الآن منه نصيب؟ كيف، وشبابنا يعيشون أسوأ مرحلة في تاريخهم ! ضائعون بلا هدف !... لا فكرة يحملونها، أو رؤية ينطلقون منها، لا انتماء، لا هوية، تستنزفهم الفضائيات الماجنة، والمواقع الإباحية، وحوارت الانترنت الفارغة ! وحملات التغريب، وتيارات العولمة، لا يملكون حيال ذلك سوى ثقافة هشة تبقي على صورة الإسلام، فالأصل قد تاه بعيداً عنهم، وليس لهم إليه سبيل. و بكل صراحة أوَليست هذه نظرة الكثير من الكبار للشباب؟ أوَليس هذا هو حديث الكثير من الدعاة عند تقييم أوضاع مجتمعاتنا، أوَ ليس التعميم لا زال معتمداً في الخطاب الموجه إليهم، وعلى استحياء يأتي الاستثناء "إلا من رحم الله" مفرغاً من معناه بعد الإطاحة بأي بادرة إيجابية يقوم بها الشباب. لماذا الحديث موجه لهم عن الموت وأن اكثر أهله في زماننا هذا من الشباب، اكثر مما يوجه لهم للمساهمة في صناعة هذه الحياة؟ للشباب حقوق وعليهم واجبات، فلماذا الحديث دوماً حول ما عليهم دون الإشادة بمنجزاتهم مهما كانت قليلة، فبمن تمتلئ المساجد اليوم، وأي فئة تقبل على أداء الحج والعمرة في زماننا هذا، وأي مرحلة عمرية كثر فيها الالتزام بالحجاب وإلى أي مدى قد امتد أثره، من اكثر من يقبل على دراسة العلوم الشرعية وحفظ كتاب الله، من أكثر من يدافعون عن الأرض في فلسطين، في العراق، في افغانستان، من القائمون على المحاكم في الصومال اليوم؟ من هم عماد برامج صناع الحياة على مستوى الوطن العربي، بل والكثير من دول أوربا وكندا، المنتديات الهادفة والجادة والفضائيات المساهمة في مسيرة الإصلاح من اكثر من يدعمها؟ ما نصيب الشباب من البرامج الإعلامية الهادفة، وما لغة الخطاب الموجهة إليهم والمختزلة دوماً في حيز التنظير، أين مناقشة مشاكلهم والمساهمة في وضع حلول جذرية لها وأهمها البطالة، الفقر، تيسير التعليم وإتاحة فرص العمل والزواج.? وعلى الجانب الآخر، ولا ننكر، فئة صبغها الترف باللامبالاة ووجهها نحو الانصراف إلى النفس أكثر من الانصراف لهموم المجتمع والأمة، والمؤمن القوي خير، فما السبيل لتفعيل الإيجابية وإثارة مكامن القوة والإبداع عند هذه الفئة، فلا تًهمش فنخسرها. المؤتمرات والندوات والمنظمات التي تُعقد وتُؤسس من أجل مناقشة وحل مشاكل الشباب واعتماد طموحاتهم ومشاريعهم وآمالهم، على مستوى الحكومات، هل استطاعت أن تحقق شيئاً؟ وعلى صعيد الجهود الفردية والمبادرات الغير رسمية، وجهود المنظمات الأهلية هل أثبتت شيء على أرض الواقع؟
أيها الشباب وأيتها الفتيات، هل تستشعرون حقاً كثرة واجباتكم، وعظم تبعاتكم، وتضاعف حقوق أمتكم عليكم، وثقل الأمانة التي في أعناقكم؟ هل أدركتم أن عليكم أن تفكروا طويلاً، وأن تعملوا كثيراً، وأن تحددوا موقفكم، وأن تتقدموا للإنقاذ، وأن تعطوا الأمة حقها كاملاً من هذه المرحلة الذهبية التي تعيشونها؟ أمامكم معوقات وعقبات، ما هي؟ في أعماقكم ألام، إلى أي حدٍ استسلمتم لها؟ ويداعب خيالكم أحلام، ما ألوانها؟ وتستشرف هممكم القمم، هل بدأتم في الصعود نحوها؟ هذه حلقتكم، عبروا عن آرائكم، ما الذي تريدون مناقشته، بكل صراحة ووضوح، هل تتوقعون أن تتمخض هذه الحلقة عما يصب في صالحكم؟ هل انتم على قناعة بهذا الحوار وهذه المناقشة؟