الهوايه : مزاجي : الدوله : الجنس : عدد المساهمات : 128نقاط : 1486تاريخ الميلاد : 15/12/1990العمر : 33 الموقع : موقع ومنتديات عائلة النحال
موضوع: السفر والسياحة الإثنين يناير 11, 2010 4:14 pm
الحياة سفر، وكل الخلق فيها مسافرون، والوجهة في النهاية واحدة هي الدار الآخرة ، وكل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها... ولكل وجهة هو موليها، ومهما بعدت الأسفار فهي لا تخرج عن مُلك الله ولا تعزب عن علمه .. وفي الطواف في الأرض مشاهد اتعاظ وعبرة ونظر وتفكر ولا تخلو الأرض من عجيب خلق الله ومتقن صنعه وبديع آياته، وكلها تنطق بربوبيته وقوته سبحانه (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)، (إِنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ).. فسرّح بصرك -كرّات وكرّات- ستجد آثاراً تنطق بالآيات وتوحي بأجلّ العظات، وفي كل آية تفكُّر، فها هي آثارهم شاهدة عليهم ووقتها تدرك بطش الله الشديد الذي لا يرد عن القوم المجرمين.. (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ).. وقد عاب الله على أقوام لا يتفكرون ولا يعتبرون (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ).. ذكر الشافعي فوائد خمسا للسفر: تغرب عن الأوطان تكتسب العلا // وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفريج هـمٍّ واكتسـاب معيشـة // وعلـم وآداب وصحبـة مـاجد فان قيل فـي الأسفار ذل وشدة // وقطع الفيافي وارتكاب الشدائـد فموت الفتى خير له من حيـاته // بدار هوان بين واش وحـاسـد وقد يضطر المسلم للسفر لرفع الذل عن نفسه إن كان بين قوم لئام، ووسطٍ يكيد له ويتربصُ به، فيضطر المسلم إلى السفر إلى بلاد الكفار والإقامة فيها لأسباب كثيرة؛ يرجع معظمها إلى ما تعيشه بلاد المسلمين من بُعد عن الدين وضعف اقتصادي وتخبط في السياسة وأحيانا أخرى ما يبتلى به المسلمون من فتن وحروب داخلية واضطهاد من حكومات علمانية مستبدة.. وإن أفضل الزاد للمسافر والذي لا يُستغنى عنه هو التقوى، وهي أعظم وصية وصى بها النبي الكريم "اتق الله حيثما كنت" وفيها استشعار مراقبة الله في السر والعلن، ولئن راقب العبد ربّه في إقامته وظعنه وسره وعلنه؛ فقد حقق الإحسان، وفي الدعاء " اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى" وما أقبح أن تكون خشية الناس أشد خشية من رب الناس ..
ويأتي مع الاستجابة لداعي الصيف التساهل في أداء الفرائض ومع إغراءات الدعاية نرى التفريط وغياب ما أوجب الإسلام من ترك الصلاة وخلع الحجاب، إضافة إلى التقليد والتشبه وتزعزع اليقين .. و تصل الجرأة إلى ولوج نوادي القمار، وبيوت الرذيلة.. والأولى للمسلم أن يكون سفيراً داعياً لإسلامه مهما حصل من مضايقات أو استخفاف ولو جحظت العيون ولمزت الألسنة، وعار على مسلم أن يخجل من الحق والأولى به الإعلان عنه..
فهل بات يعرف المسافر اليوم آداب السفر وأحكامه، وهل يهتم بالسؤال عنها، ويمتثلها؟ وهل تغيرت الوجهة والنية قبل السفر؟ ولماذا نرى من المسلمين من يخلعون مظاهر الإسلام وعادات ويشرعون في تقليد الكفار، بل ويتركون الواجبات بمجرد الخروج من حدود بلده فتجد تفريطا في الصلاة وخلع للحجاب و..؟ وفي ظل التضييق على السياحة الخارجية وسوء المعاملة التي يتعرض لها المسلمون عامة والعرب خاصة في الخارج، إضافة إلى ما يرجع به بعض محملين بالذنوب والآثام والأمراض المعدية نتيجة الاختلاط السيئ وارتكاب المحرمات.. ألا تمثل السياحة الداخلية بديلا نقياً ..