الهوايه : مزاجي : الدوله : الجنس : عدد المساهمات : 128نقاط : 1486تاريخ الميلاد : 15/12/1990العمر : 33 الموقع : موقع ومنتديات عائلة النحال
موضوع: البناء الإثنين يناير 11, 2010 4:12 pm
البنـــــــاء الإسلام شريعة وبناء، نزلت الشريعة على رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ليؤسس بواسطتها البناء الإنساني العالمي. الذي يساهم في نهضة البشرية قاطبة، دونما تمييز بين عربي وعجمي أو أبيض وأسود ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم). وإن إنشاء أعظم البنايات والمدن لا يحتاج إلا إلى مهندسين وعمال ولأن بناء الفرد -الخليفة- أشد وأعظم فقد أرسل الله الأنبياء والرسل، و كانت رسالة السماء.. وبدأ بناء الفرد المسلم في المحاضن التربوية فكانت البداية في مدرسة الأرقم بن أبي الأرقم في مكة ، وبناء المسجد في المدينة لإعداد وبناء الجيل المؤمن، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وتأسيس أفضل مجتمع عرفه التاريخ، بني على الأخوة والإيثار وحب التضحية والجهاد، وخشية الله في السر والعلن. ولذا كان من أولويات العمل الإسلامي التركيز على بناء هذا الجيل المؤمن الذي يعرف مهمته في الحياة ، المهمة التي خلقه الله لها ، والتي سيحاسب عليها يوم القيامة ، الجيل الذي حبه الأكبر لله ولرسوله ، والذي بدوره سيسعى لبناء الصف الذي لم تقف جهوده في سبيل عقيدته العالمية عند أماكن محدودة. فانطلق في الشمال والجنوب والشرق والغرب فاتحا يؤسس لحضارة ويبني ومجد أمة، والآن وقفنا نبكي حضارتنا تقصيراً وتفريطاً. وما فتئ الزمان يدور حتى = مضى بالمجد قوم آخرونا وأصبح لا يرى في الركب قومي = وقد عاشوا أئمته سنينا وآلمني وآلم كل حرٍّ = سؤال الدهر أين المسلمونا وإنا لندرك أنه لا بناء ولا حياة لأمتنا بغير تلك القواعد التي بنى عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مجد أمته ، ولا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وأهم تلك القواعد هو بناء النفوس على عقيدة لا تزعزعها الأحداث ولا تؤثر فيها عوامل الدهر وعدم الاستسلام لحبائل الانحلال، كما فعل المسلمون الأولون فهاجروا بدينهم من حبائل الشرك و سيئ العادات التي كانت تنخر في بناء مجتمعهم، ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ). ولا بد أن تكون تلك القواعد راسخة يلتقي عليها المؤمنون وتضم العزائم والقلوب والنفوس ، نابعة من الإيمان بالله ومدرسة النبوة، على منهج محدد الأهداف ومبين للوسائل ، يحمل المرونة ولا يدفع للانحراف؛ يدعو للتآلف والوحدة وينبذ الفرقة والتنازع ، فديننا يجمع ولا يفرق ويوحد ولا يمزق ( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ). وإننا في زمن كثرت فيه المبادئ المعروضة في سوق الأفكار، والاتجاهات الاجتماعية والفكرية أكثر من أن تحصى، والمروجون لها يستخدمون شتى وسائل الإغراء وأساليب الدعاية التي بلغتها حضارة العصر، لتزيينها وجعلها مقبولة لدى الناس. فهل يمكن إعادة بناء الشخصية المسلمة الفاعلة بعد أن انطفأت فاعليتها أو كادت؛ بسبب من السقوط الحضاري، والانكسار المادي والعسكري، والوهن الأخلاقي... الأمر الذي أفقد الأمة الرؤية الشمولية واستشعار التحدي الذي يوقظ الحس ويذكي الروح ويجمِّع الطاقات البدنية والمادية لتبدأ عملية النهوض من جديد، وينتقل المسلمون إلى الموقع الذي يجعلهم في مستوى إسلامهم تكليفاً وإرادة، وفي مستوى عصرهم قدرة وعطاء وقيادة. دعوني من آمانٍ كاذباتٍ = فلم أجد المنى إلا ظنونا وهاتوا لي من الإيمان نورا = وقووا بين جنبيّ اليقينا أمدُّ يدي فأنتزع الرواسي= وأبني المجد مؤتلفاً مكينا